عرَّف مجمَّع اللغة التركية كلمة الغضب بأنها " عرقلة، جَرح ، أو إظهار استجابة عدوانية للترهيب، الحِدَّة، السَّخَط ،الغضب " وبعبارة أخرى الغضب ردة فعل عاطفية تجاه الرغبات التي لم تتحقق، والنتائج الغير المرغوبة، والتوقعات التي لم تتحقق.
على الرغم من أن عدد الأشخاص الذين يبحثون عن حلول لمشاكل غضبهم قليل، إلا أن العديد من الأشخاص يتأثرون بهذا الوضع في الحياة الواقعية. تشكل الفروق الفردية، والعلاقات الأسرية، والوضع الاقتصادي، والضغوط، والسياسة والحياة الاجتماعية أساس مشاكل الغضب. لكن المشكلة الحقيقية لا تكمن في كثرة المشاكل التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية، بل في شدة الغضب الذي يشعرون به ومدى كونهم مسيطرين على هذه المشاعر. ينشأ الغضب من ثلاثة مصادر رئيسية: تتكون هذه المصادر من ردود فعل الشخص تجاه نفسه، وتجاه الآخرين، وتجاه العالم الذي يعيش فيه. وبغض النظر عن كيفية ظهوره، فإن الغضب، مثل المشاعر الأخرى، هو عاطفة يمكن فهمها وقبولها والسيطرة عليها واستخدامها بشكل مناسب، ويمكن أن تكون مفيدة.
قد يتم التعرف على الأفراد الذين يجدون صعوبة في التحكم في غضبهم أو الذين يعانون من الغضب بما يتجاوز النطاق العاطفي الطبيعي بأنواع مختلفة من اضطرابات الغضب. على الرغم من أن العديد من الخبراء نشروا آراء متضاربة حول أنواع الغضب، إلا أن بعض أشكال الغضب المقبولة بشكل عام تشمل:
- الغضب المزمن، والذي لديه القدرة على التأثير على الجهاز المناعي على المدى الطويل ويؤدي إلى اضطرابات نفسية أخرى.
- الغضب السلبي، والذي لا يظهر دائمًا على شكل غضب، ويصعب تعريفه.
- الغضب القاهر الناتج عن متطلبات الحياة التي يجد الفرد صعوبة في التعامل معها
- الغضب الذي يتغذى على مشاعر الذنب ويوجه إلى الذات.
- الغضب الحُكمي الموجه إلى الآخرين والمصحوب بمشاعر الاستياء.
- الغضب المؤقت، ظهور مفاجئ للغضب المفرط أو العنيف في بعض الأحيان.
عندما لا نستطيع أن نختبر الغضب بطريقة صحية، فقد تظهر أعراض جسدية أيضًا. قد تشمل هذه الأعراض خفقان القلب، وارتفاع ضغط الدم، وارتعاش اليدين والقدمين، وصعوبة التنفس أو ضيق التنفس، وضيق في الصدر، والإرهاق، والصداع، وآلام المعدة أو الغثيان. هذه الأعراض الجسدية هي مؤشر على التأثيرات الفسيولوجية للغضب على الجسم، ومع تزايد صعوبة السيطرة على الغضب، قد تصبح ردود الفعل الجسدية أكثر وضوحا.
على الرغم من أن الغضب يُنظر إليه على أنه عاطفة سلبية، فمن الطبيعي أن نتفاعل بالغضب مع بعض الأحداث. ولكن ما يجب التأكيد عليه هنا هو كيفية التعبير عن الغضب. إن التعبير عن غضبك في المكان والوقت المناسبين يمكن أن يمنع نوبات الغضب. يمكن للغضب غير المعبَّر عنه، مع مرور الوقت، أن يمتزج مع مشاعر الاستياء، والإحباط، وعدم تقدير الذات، وعدم الرغبة بالظهور، مما يؤدي إلى موقف عدواني.
لذا فإن السؤال الذي يجب أن نسأله هنا هو كيف يمكننا التعبير عن الغضب. إن التعبير عن الغضب بطريقة صحية أمر مهم لصحة الإنسان الشخصية والحفاظ على التوازن في العلاقات. وفيما يلي بعض الاقتراحات للتعبير عن الغضب بشكل صحيح:
- كن على دراية بغضبك: عندما تشعر بالغضب، اعترف بمشاعرك وحاول أن تفهم ما الذي جعلك غاضبًا .
- حدد مشاعرك بشكل صحيح: قد تكون هناك مشاعر أخرى كامنة تحت الغضب (مثل الاستياء، وخيبة الأمل، والخوف).
- احصل على التوقيت المناسب: بدلاً من التعبير عن غضبك على الفور، انتظر حتى تهدأ .
- . استخدم لغة "أنا": عند التعبير عن غضبك، تجنب استخدام لغة الاتهام واستخدم لغة "أنا". (على سبيل المثال، "أشعر بالسوء عندما يفعل الناس هذا بي"). هذا سوف يساعدك على تجنب الاتهام ويمنع الشخص الآخر من أن يصبح دفاعيًا.
- أظهِرِ التعاطف: عندما تعبر عن غضبك، حاول أن تفهم الشخص الآخر .
- كن موجهًا نحو الحلول: قدم اقتراحات من شأنها حل المشكلة التي تواجهها .
- ضع حدودًا: فالحدود ستحمي أنفسنا والآخرين، وتساعدنا على التعبير عن الغضب بطريقة صحية.
بمجرد حصولك على هذه الاقتراحات، سيكون من الأسهل عليك التعبير عن غضبك بوضوح ودون إيذاء الطرف الآخر. إن التعبير عن الغضب بطريقة صحية لا يوفر التوازن العاطفي فحسب، بل يساهم أيضًا في تطوير التفاهم والاحترام المتبادلين.
سميراء طورون
قائمة المراجع: