
دخل سكان غزة شهر رمضان هذا العام وسط دمار غير مسبوق . ونتيجة للهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً، تحولت آلاف المنازل إلى أنقاض، وأجبر آلاف الأشخاص على النزوح القسري.
جُهِّزت طاولات مغطاة بأغطية حمراء ممتدة لمئات الأمتار وسط أكوام من الأنقاض في جنوب غزة. وتجمعت العائلات الفلسطينية من أجل الإفطار. واضطر سكان غزة الذين لم يجدوا مأوىً حتى في الظلال بسبب المباني المدمرة بالقنابل، إلى الإفطاربلا ظل.

ومع غروب الشمس في أحد أحياء مدينة رفح، حيث لم يبق فيها أي مبنى تقريباً بعد الهجمات الإسرائيلية التي لا يمكن تصورها، تجمع مئات الفلسطينيين من جميع الأعمار حول مائدة الإفطار. وقالت ملاك فضة التي نظمت وجبة الإفطار الجماعية: "الناس يشعرون بحزن عميق وكل شيء حولنا يكسر القلوب. لذلك أردنا إعادة الفرحة إلى الشوارع كما كانت قبل الحرب".

تجمع الحشود في رفح وجلسوا في صفوف ممتدة من الكراسي تحت الزينة والأعلام الفلسطينية والأضواء المعلقة وسط الرُّكام المتهدم .
وبحسب إفادة الأمم المتحدة فإن القصف الإسرائيلي أدى إلى نزوح غالبية سكان قطاع غزة تقريبا وكان سبباً للتجويع. وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن أكثر من 300 ألف مبنى في قطاع غزة دمر جزئياً أو كلياً.

ومع بدء وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني تم السماح بوصول المزيد من المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية المدمرة. لكن مئات الآلاف من الناس ما زالوا يعيشون في خيام، وكثير منهم خيّموا أمام أنقاض منازلهم السابقة.
رغم الحرمان والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، أفطر مئات المواطنين وسط أنقاض المباني المهدمة في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، وقامت مجموعة من الشباب المتطوعين بتوزيع التمر والماء على الفلسطينيين.
وتحدث أحد سكان غزة ، السيد محمد أبو الجديان قائلاً :"نحن وسط الدمار والحطام، ولكن رغم آلامنا وجراحنا، صامدون، نفطر على أرضنا ولن نترك هذا المكان" .
